الصناعات الدفاعية التركية منظومة ترفض التبعية


تواصل تركيا جهودها في تطوير قطاع الصناعات الدفاعية وتعزيز موقعها بين الدول ،حيث تبوأت الصناعات الدفاعية في تركيا المرتبة الأولى من النفقات الحكومية على البحث والتطوير، لتصبح واحدة من بين الـ15 دولة الأكثر إنفاقًا على التكنولوجيا الحربية وذلك ضمن خطة الدولة للتخلص من فاتورة شراء الأسلحة والمعدات العسكرية و من بعض الشروط التي قد تفرضها الدول المصدرة ،وبالرغم من كل العراقيل التي وُضعت أمامها إلا أن 4 شركات تركية عملاقة نجحت في أن تكون ضمن أفضل 100 شركة تنتج المعدات العسكرية على مستوى العالم ، حتى أصبحت تشكل رافدًا مهمًا للاقتصاد بعد أن راجت في أسواق التصدير.

مكافحة الإرهاب

أوضح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ، أنه لولا المشاريع الهامة التي قامت بها تركيا في مجال الصناعات الدفاعية خلال السنوات الـ17 الأخيرة لما تمكنت من مكافحة التنظيمات الإرهابية داخل البلاد ناهيك عن تحقيق نجاحات في الخارج، مستطردًا بالقول: “إن هذه النجاحات هي ثمرة عمل متعب وجهد شاق وتضحيات كبيرة لفترة زمنية طويلة.

جهود 17 عامًا

و أضاف: “ارتفعت المبيعات خلال عام 2002 من مليار دولار إلى نحو 9 مليارات دولار في الوقت الحالي، وبلغت النفقات على البحث والتطوير إلى 1.5 مليار في الوقت الحالي بينما كان الرقم صغيرًا جدًا قبل 17 عامًا، مؤكدًا إن الاعتماد على الصناعة المحلية شرط أساسي في الصناعات الدفاعية.

قال الرئيس التركي، في تصريح له  نوفمبر الماضي، إن بلاده باتت اليوم تصنّع 70 % من احتياجاتها العسكرية والدفاعية بقدرات وإمكانات محلية بحتة.

وأضاف أن الهدف الأسمى، هو الوصول إلى نسبة 100 % في الصناعات الدفاعية والعسكرية المحلية ،وأعرب الرئيس التركي عن أمله في رؤية المقاتلة الحربية المحلية في الأجواء، مع حلول عام 2023م .

طائرة حربية من الجيل الخامس

صرح مدير عام شركة الصناعات الإلكترونية الجوية (هوالسان)، أحمد حمدي أطالاي أن هناك شراكة مع الصناعات الدفاعية، والقوات الجوية، وشركة الصناعات الجوية والفضائية (توساش)، لتنفيذ  مشروع المقاتلة المحلية الجديدة والذي يمثل فخرًا لتركيا ، مُشيرًا إلى أن هناك عدة دول تنتج مثل هذا النوع من الطائرات وأن تركيا أيضًا ستنضم لتلك الدول.

ولفت أن “البرمجة في نظام الطائرة مكونة من حوالي 20 مليون سطر، وتضم مئات البرمجيات التي تعمل معًا، ولذلك يمكن اعتبار المقاتلة”حاسب آلي طائر”، وشركة هوالسان من اللاعبين الرئيسيين في المشروع ،وأضاف “لدينا خبرة كبيرة في إنتاج البرمجيات ومواءمتها للعمل معًا بكفاءة عالية، كما أن قدراتنا في مجال محاكاة الطائرات ستحقق إسهامات مهمة في مشروع المقاتلة الوطنية، كوننا من الشركات الكبرى في العالم في قطاع محاكاة الطائرات.

وأردف “أنتجنا نماذج محاكاة للعديد من الطائرات مثل إف-16 وطائرات التدريب، والمروحيات، إضافة إلى العديد من مركبات برية متنوعة.

طائرات مسلحة دون طيار

أعلنت شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية “توساش”، في بيان لها عن طائرة “العنقاء” التركية الصنع لمهام المراقبة والرصد والكشف عن الأهداف الثابتة والمتحركة والتصور الاستخباراتي.

وتركيا هي واحدة من 6 دول في العالم، لديها القدرة على إنتاج طائرات مسلحة دون طيار مزودة بقنابل ذكية، وأنظمة إلكترونية متطورة ، وذلك بعد الولايات المتحدة و إسرائيل والصين وباكستان وإيران.

ملياري دولار صادرات

قالت رابطة المصنعين في قطاع الصناعات الدفاعية والجوية التركية في بيان سابق لها أن مبيعات المنصات العسكرية البرية كان لها النصيب الأكبر، في حين جاءت الأسلحة العسكرية الجوية في المرتبة الثانية ، والأسلحة والذخائر والصواريخ في المرتبة الثالثة من مبيعات القطاع الدفاعي، وأن الصادرات إلى الخارج بلغت 1.8 قيمتها مليار دولار، بينها 635 مليون دولار للولايات المتحدة و464 مليون دولار إلى بلدان أوروبية.

زيادة الطلب الأجنبي

شركة “أسيلسان”، التي تأسست عام1975م، تصنع مجموعة واسعة من المنتجات الصناعية الدفاعية تمكّنت من تحقيق نتائج مالية ناجحة في عام 2019م ، و واصلت النموّ في عام 2020 م مع حصولها على طلباتٍ بقيمة 320 مليون دولار ،تلبي الشركة حاجة الجيش التركي من حيث تقوية وحماية شبكة البيانات اللاسلكية عالية السرعة في إطار تعزيز قدرات الحرب الإلكترونية للقوات المسلحة التركية من حيث أجهزة الراديو اللاسلكي المشفرة الوطنية الخلفية والمركبة والثابتة، وتتنوع منتجاتها الإلكترونية والكهربائية، كأنظمة الطيران من دون طيار، وأنظمة الدفاع الجوي والصاروخي والبحري، وأنظمة القيادة والنقل والأمن واحتياجات قطاعات المرور والصحة ،بالإضافة إلى التصدير للخارج، أسست الشركة مصنع لأنظمة الأسلحة ذات التحكم عن بُعد، في ولاية قونيه بقيمة استثمار 65 مليون دولار.

ميزانية المشاريع العسكرية

يُذكر أن الرئيس التركي في تصريح له أوضح أن عدد المشاريع العسكرية كان 62 فقط في عام 2002م، بينما اقترب العدد الآن من 700 مشروع، وارتفعت ميزانية الصناعات الدفاعية من 5.5 مليار دولار لعام 2002م لتصل إلى 11 ضعفًا على مدار الـ 17 عامًا ووصلت إلى 60 مليارًا.”

وأشار الرئيس أنه لو أضيفت المشاريع التي يجري عليها العمل الآن ستصل الميزانية 75 مليار دولار.


التقييمات

معدل التقييم : لا يوجد تقييمات

التعليقات

لا يوجد تعليقات